لكم يتملكني الخجل وأنا جالس في مكتبي أسطر تلك السطور
وآخرون من إخواننا يكابدون عناء القصف والجوع والظلام , ولست أستطيع أن أخفف عنهم محنتهم ..
إنني ما تجرأت على أن أمسك القلم لأكتب لأهلنا في غزة إلا لأنها رسالة اعتذار , ولسنا للأسف نملك سوى الاعتذار ..
لكم نشعر بمرارة في حلوقنا وحسرة في مشاعرنا أنا لم نستطع أن نقدم سوى النذرالنادر القليل ,
ولم نستطع أن نمسح دمعة طفل لفراق أبيه , ولم نستطع أن نعالج جرحا نازفا في صدر أبيّ صامد ,
ولم نستطع تقديم شربة ماء لحلق قد أكله الجفاف , ولم نستطع حتى أن نشارك في جنازة الشهداء .
إن اهتمامنا لأمركم ليس شأنا خاصا بنا , وبكاءنا على آلامكم ليس مجرد عاطفة عابرة في صدورنا ,
وحرصنا على خيركم ليس فضلا كامنا فينا , ورغبتنا في نصرتكم ليس صدقة نتصدقها ,
إنما اهتمامنا بكم واجب شرعي في أعناقنا ,
وبكاؤنا إنما هو على جراح أجسادنا التي إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائرها بالحمى والسهر ,
ونصرتكم ديانة وثواب , وعزة لنا وكرامة , وحرصنا على خيركم هو حرص النفس على خير ذاتها ..
فيا أيها الشعب الحبيب .. نستميحك عذرا أنا لا نقدر لك سوى على ذاك القليل ,
ولكن عزاءنا أنه قليل قد قطعناه من جوف قلوبنا , دعاء وابتهالا , ورجاء وتضرعا لله الكريم
دعواتكم أيها الاخوه ، لأهلنا في غزة أكثروا من الدعاء فإنهم في أمس الحاجة إليه ،،،