هكذا علمتني حكمة الله
· علمتني أن الشكر عند الحرمان لا ينبغي أبداً أن يقل عن الشكر عند العطاء، لأنه سبحانه ما أعطى ولا منع إلا رحمة منه بعباده.
· علمتني أن الأمان في جنب الله، وأن العبد يؤخذ بقدر ضعف ثقته فيما عند الله، وتعويله على ما في أيدي الناس من منصب أو جاه أو مال أو سلطان، حيث يأبى الله إلا أن يظهر لعباده قهر سلطانه وأن يبدى لهم بما لا يدع مجالاً للشك لدى العيان مدى ضعفهم وحاجتهم إليه سبحانه على الدوام.
· علمتني أن من أحبه الله أظهر له أثر معصيته على الفور تعثراً في أمور حياته حتى يسترجع، ويتدارك نفسه بالتوبة، أما من أبغضه فإنه يجعله ينتقل من يسر إلى يسر حتى ولو بالغ في معصيته، وذلك لأن أخذته ستكون أخذةً مهلكةً لحاضره وماضيه!! بل ومستقبله!! حيث لم يبال الله به في أي أودية الدنيا هلك!
· علمتني أن أقصر الطرق للسعادة، هو الصدق مع الله في السر والعلن، كي تصلح لك الدارين معاً.
· علمتني أن الوالدين هما قبطانان سفينتك إلى رضوان الله تعالى، وأن الله قد خصص لهما حساباً مفتوحاً عنوانه (كما تدين تدان) فمن قصر في حقهما، لزمه القصور من أبنائه، ومن وفَّى، وفَّى الله له في الدنيا قبل الآخرة.
· علمتني أن أعمل بما في يدي من المال، كعمل الساعي، الذي يوصل البريد إلى أهله دون سؤالهم عن محتواه، فالمال مال الله، والفضل والمنة لله، وما في يديك اليوم من المال، سوف تسأل عنه غداً، فإما أن يكون لك أو عليك!! فخير لك أن تحول ما في يديك اليوم إلى الحساب الذي سوف ينفعك الله به غداً؛ حتى تكتب لك النجاة.
· علمتني أن من عاش لنفسه لم يدم عمره طويلاً؛ حتى لو زاد عدد أرقام سنوات حياته!! أما من عاش لدينه وجعله قضيته، فإنه يحيى في قلوب الناس إلى قيام الساعة، وتمتد سعادته إلى ما بعد قيام الساعة؛ لأن عظم أعماله باركت آخرته ودنياه؛ حتى ولو لم تدم أيام حياته فيها طويلاً!!
· علمتني أن رحمة الله قريبة من المحسنين، فلا تحتقرن إحساناً أياً كان نوعه، وأكثر من الإحسان ما استطعت في دنياك، أملاً في أن يلهمك الله النطق بالشهادة عند لحظات فراقك، فتكون من الناجين.